كونوا شركاء في النجاح
أيام معدودة، ويسدل الستار على أهم وأكبر حدث كروي عالمي يقام على أرض دولتنا، على مدى ثلاثة أسابيع، بمشاركة أربعة وعشرين منتخباً ناشئاً، من مختلف قارات العالم، استضافتهم مدننا الست بكل ترحاب، وهيأت لضيوفها كل أسباب النجاح في الوفادة والفنيات والخدمات اللوجيستية، وخرجوا بانطباعات وذكريات ستبقى عالقة في أذهانهم إلى الأبد، خاصة اللاعبين الذين بزغت نجوميتهم فيها، وشهدت ولادتهم الاحترافية، رغم أن العديد منهم، وقعوا عقوداً احترافية وقبل مجيئهم إلى الإمارات.
انقضت 44 مباراة منذ البداية في السابع عشر من الشهر الجاري، وكان الحضور الجماهيري لافتاً رغم أنه لم يرق لمستوى كأس العالم، وبقيت 8 مباريات حتى يوم الختام، ننتظر من جماهيرنا مشاركتنا النجاح التنظيمي الذي شهد له الجميع، قبل أن يغادرنا ضيوفنا ورجال «الفيفا» الذين لم يتركوا شاردة وواردة، إلا وتمحصوا فيها ليتضمن تقريرهم الختامي عن البطولة، ومنحنا العلامة الكاملة في التأهل مجدداً لاستضافة استحقاقات قادمة، قد تكون على مستوى كأس العالم للرجال إذا ما قررنا خوض غمار المنافسة على استضافتها في العقود القادمة.
نحن جميعاً مطالبون بمواصلة النجاح، كما كنا مطالبين بتحقيقه مع الموافقة الأولى للاستضافة، وبدء العد التنازلي للبطولة، وزيارات لجان «الفيفا» للمعاينة والتقصي، ومنذ اليوم الأول، ونحن نسجل درجات عالية في كل مرافقنا وتجهيزاتها، وتوفير متطلباتها أينما أشار إليه المعنيون من اللجنتين المحلية والعليا، وبرحابة الصدر، إلى أن اكتمل ما كنا نصبو إليه، وأشاد رجال «الفيفا» بنجاحات مجموعاتنا كل على حدة، واللجنة المنظمة مجتمعة، الأمر الذي أضاف إلينا أعباءً ومسؤوليات كبيرة، حتى إسدال الستار، وها نحن اليوم أمام هذا التحدي الكبير، الذي ننتظر دعم الجميع، ليس من المنظمين فقط، وإنما من جماهيرنا والمقيمين على أرضنا، فالمسؤولية مشتركة، والنجاح يجب أن يشارك فيه الجميع، لا فرق بين مواطن ومقيم، فكلنا شركاء في النجاح، كما هو الحال في الإخفاق والدرجات المتدنية في التقييم.
ثماني مباريات تفصلنا عن يوم الختام، في كل من العين ودبي والشارقة والعاصمة أبوظبي التي سوف تشهد التتويج، ويشهد معنا العالم مراسمه، وسوف تسجل العدسات لحظاته التاريخية بوقوفنا جميعاً خلفها، مسجلين للتاريخ بطولة ناجحة، رسم معالمها أبناء الإمارات، وحقق «الفيفا» فيها مبتغاه، وجنى ثمارها المشاركون فيها من مختلف الأجناس والأعراق، وتوج فيها أبطال سيكون لهم شأن في عالم الكرة والاحتراف بلمسات ساحرة وفنون مبهرة وسيكونون حديث الملاعب والإعلام العالمي.
دعوة صادقة نطلقها من القلب لكل محبي كرة القدم في وطننا الحبيب، للمساهمة معنا في تحقيق النجاح، وإعلاء راية الإمارات، في هذه التظاهرة الكروية العالمية، التي تشهدها ملاعبنا، ويسدل الستار عليها بعد أيام، وسوف تترك وراءها ذكرى بزوع شمس المتألقين في عالم المستديرة، لتظل كاس العالم للناشئين تحت 17 «الإمارات 2013» واحدة من أنجح البطولة التي نظمت في رحاب دولتنا، بإشراف «الفيفا» الذي منحنا ثقة الاستضافة وشرف التنظيم، وليكون لهم الكرة مجدداً وفي أحداث دولية أخرى مماثلة أو أرفع منها.
فالنجاح مسؤولية مشتركة للمشاركين والمنظمين وللجماهير التي سوف تلتحم معنا في عزف سيمفونية النجاح والتألق، مع صافرة الختام وتتويج البطل، فكونوا جزءاً مهماً من الحدث فبكم يكتمل النجاح.
Abdulla.binhussain@wafi.com